الفلسفة و الدين
إن كان فعل الفلسفة ليس شيئا أكثر من النظر
في الموجودات[1]،
واعتبارها من حيث دلالتها على الصانع، أعني من جهة ما هي مصنوعات، فإن الموجودات
إنما تدل على الصانع بمعرفة صنعتها، وانه كلما كانت المعرفة بصنعتها أتم كانت
المعرفة بالصانع أتم.
وكان الشرع قد ندب[2]
إلى اعتبار الموجودات وحث على ذلك، فبين أن ما يدل على هذا الاسم : إما واجب
بالشرع ، و إما مندوب إليه.
فأما أن الشرع دعا إلى اعتبار الموجودات بالعقل ، وتطلب
معرفتها به، فذلك بين في غير ما آية من كتاب الله تبارك و تعالى:
مثل قوله تعالى: { فاعتبروا يا أولي الأبصار}[3]،
وهذا نص على وجوب استعمال القياس العقلي ، أو العقلي الشرعي معا.
ومثل قوله تعالى: " {أولم ينظروا في ملكوت السماوات
و الأرض وما خلق الله من شيء}[4]،
وهذا نص على النظر في الموجودات...
وإذا تقرر أن الشرع قد أوجب النظر بالعقل في الموجودات واعتبارها،
وكان الاعتبار ليس شيئا أكثر من استنباط المجهول من المعلوم ، واستخراجه منه وهذا
هو القياس، فواجب أن نجعل نظرنا في الموجودات بالقياس[5]...
وإذا كانت هذه الشريعة حقا و داعية إلى النظر المؤدي إلى
معرفة الحق، فإن معشر المسلمين نعلم على القطع أنه لا يؤدي النظر البرهاني[6]
إلى مخالفة ما ورد به الشرع: فإن الحق لا يضاد الحق بل يوافقه ويشهد له.[7]
[1]الموجودات
: مجموع ظواهر الكون
[2] ندب: حكم شرعي يقابله المكروه
[3] سورة الحشر الآية الثانية
[4] سورة الأعراف الآية 185
[5] القياس: استدلال عقلي ننتقل فيه من مقدمتين
بينهما حد مشترك،إلى نتيجة متضمنة في المقدمتين. مثلا: كل إنسان فان ، سقراط
إنسان، سقراط فان.
[6] النظر البرهاني: أو القياس البرهاني، وهو القياس الأكثر صدقا، وقوة
صدقه ناتجة عن قوة مقدماته
[7] ابن رشد
فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة و الحكمة من اتصال، مركز دراسات الوحدة
العربية، سلسلة التراث الفلسفي العربي، مؤلفات لبن رشد، الطبعة الثالثة، بيروت 2002 ص 85و 96
تحليل نص : الفلسفة والدين
|
||
الفهم
|
صاحب النص
|
محمد بن أحمد بن محمد بن رشد الأندلسي وكنيته
أبو الوليد " الحفيد " (520- 595 هـ= 1126-1198م)، المعروف بابن رشد،
عالم مسلم أمازيغي العرق ولد في قرطبة بالاندلس،
من أسرة عرفت بالعلم والجاه. وتوفي في مراكش.
يعدّ ابن رشد في حقيقة الأمر ظاهرة علمية مسلمة متعددة التخصصات، فهو فقيه
مالكي، وهو قاضي القضاة في زمانه، وهو ذاته طبيب نطاسي تفوق على أساتذته حتى أن
أستاذه ابن زهر
قال عنه: "ابن رشد أعظم طبيب بعد جالينوس"، وهو عينه فيلسوف عقلاني،
وهو أيضا مترجم لأعمال أرسطو المرجعية للمسلمين، وهو أيضا فلكي ذو أعمال جليلة
في المضمار، وهو نفسه المتكلّم الذي تصدى لنقد المتكلمين باسم توافق المعقول
والمنقول وعلى رأسهم الإمام الغزالي كما كان نحويا
لغوياً محدثاً بارعاً يحفظ شعر المتنبي.
يعد ابن رشد من أهم فلاسفة
الإسلام. دافع عن الفلسفة وصحح علماء وفلاسفة سابقين له كابن سينا والفارابي في فهم بعض نظريات أفلاطون وأرسطو.
درس الكلام والفقه والشعر والطب والرياضيات والفلك
والفلسفة، قدمه ابن طفيل
لأبي يعقوب خليفة الموحدين
عام 1182م
فعينه طبيبا له ثم قاضيا في قرطبة. من أهم
أعماله: "تهافت التهافت؛ فصل المقال؛الكشف عن مناهج الأدلة ؛ بداية المجتهد
ونهاية المقتصد.
|
قضية النص
|
لا يتعارض التفكير القرآني مع التفكير الفلسفي بل إنه
يدعو إليه.
|
|
الإشكال المركزي
|
ما طبيعة العلاقة بين التفكير القرآني و التفكير
الفلسفي ؟
|
|
التساؤلات
|
ما طبيعة التفكير الفلسفي؟ وما حكم الشرع في مثلهذا
النوع من التفكير؟
وما دلالة الاعتبار و مفهوم القياس؟
|
|
التحليل
|
أفكار النص
|
في البدء
يعرف ابن رشد التفكير الفلسفي باعتباره أداة للنظر في الموجودات وتمحيصها من أجل
معرفة سبب وجودها ومسببها، وذلك من خلال طبيعة صنعتها وصانعها. كما يثني بحكم
الشرع في اعتبار الموجودات؛ التي تبلغ مرتبتين الاستحباب والوجوب، مستدلا على
ذلك بآيات قرنية. ليبين أن الاعتبار الذي يدعو إليه الشرع يتوافق و النظر الذي
تدعو إليه الفلسفة؛ لأنهما بحث عقلي يستدعي استنباط المجهول من المعلوم؛ وهذا هو
القياس البرهاني.
ليستنتج في الأخير أن الحق (الفلسفة) لا تضاد الحق
(الدين) بل تؤيده بالحجج و البراهين العقلية .
|
مفاهيمه
|
النظر: التفكير
بإمعان تأمل Méditation:
تفكير عميق في موضوع معين يحاول أن يستخرج جوانبه العامة. وهو كالتدبر Contemplation
استغراق الذهن في موضوع تفكيره لإلى حد يجعله يغفل عن الأشياء الأخرى بل عن
أحوال نفسه ذاتها.
اعتبار: أخذ العبرة
من حيث علاقتها بالخالق
الصانع: الذي يحتاج
إلى مادة أولية من أجل صناعة وتركيب شيء صانع Démiurge :
مصطلح أطلقه أفلاطون في محاورته " طيماوس " للإشارة إلى صانع و مبدع
الكون , و يمكن أن يعد بمثابة الإله عنده و إن كان قد اعتبر الحق و الخير و
الجمال آلهة أيضا . كما أطلق هذا اللفظ كذلك أفلوطين الأسكندري للدلالة على النفس الكلية / العالمية
باعتبارها حين تتوجه نحو العقل الصادرة عنه تلد ( أو تصدر و تفيض عنها ) نفوس
الكواكب و نفوس البشر و سائر الكائنات .
الشرع: الشريعة من
قرآن وسنة
ندب: الاستحباب
القياس: الاستدلال العقلي الذي ننتقل فيه من مقدمتين؛
بينهما حد مشترك ،إلى نتيجة متضمنة في المقدمتي. قياس Syllogisme:
هو ضرب من الاستدلال الاستنباطي ، يعرفه أرسطو بأنه : « قول مؤلف من أقوال متى
وضعت لزم عنها بذاتها لا بالعرض قول آخر غيرها اضطرارا فماهبة القياس تقوم في لزوم النتيجة عن
المقدمتين هذا اللزوم الضروري » ( التحليلات الأولى لأرسطو ) و مثال ذلك قولنا :
كل إنسان فان ، سقراط إنسان ، إذن سقراط فان . ( انظر : استنباط / استنتاج /
استدلال / استقراء )
النظر البرهاني:
القياس البرهاني وهو القياس الأكثر صدقا وقوة صدقه ناتجة عن قيمة مقدماته.
برهان Démonstration:
استدلال ينتقل فيه الذهن من مقدمات أو قضايا مسامة إلى أخرى تنتج عنها ضرورة. و
قد عده المناطقة القدامى أسمى صور الاستدلال لأنه يقوم على أساس من مقدمات
يقينية و ينتهي تبعا لذلك إلى نتائج يقينية كذلك. (انظر: استدلال / استنتاج /
استنباط / استقراء / قياس / منطق )
المنطق: علم طرق التفكير: علم يعرف بأنه آلة قانونيّة تعصم مراعاتها الذهن عن
الخطأ في الفكر.
1. لم يرد لفظ "لوجيكا" في كتب أرسطو كاسم لهذا العلم ثم ورد في عصر شيشرون بمعنى الجدل إلى أن استعمله اسكندر الافروديسي بمعنى المنطق ويقول أرسطو بهذا المعنى<العلم التحليلي>أي العلم الذي يحلل العلم إلى مبادئه وأصوله وان كانت "التحليلات" تدل بالذات على تحليل القياس إلى أشكاله فلا مانع من إطلاق الاسم بحيث يشمل تحليل القياس إلى قضايا والقضيّة إلى ألفاظ. 2. المنطق عند العرب يقع في المقام الأوّل فهو المدخل إلى الفلسفة وعلم الكلام ويطلق عليه أحيانا معيار العلوم. مصدر ميمي بمعنى النطق وأطلق على العلم الذي عرف بأنه آلة قانونيّة تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في الفكر مبالغة في مدخليّته في تكميل النطق كأنه هو هو. |
|
حجاجه
|
بنية حجاجية أساسها القياس بالانتقال من مقدمة أولي
تعرف الفلسفة إلى مقدمة ثاني تبين حكم الشرع في التفكير و التأمل بالآيات
القرآنية ليستنتج في الأخير التوافق بين المجالين واقرار عدم التعارض.
|
|
قيمته
|
فلسفية تبين حكم الشرع في التفكير الفلسفي
|
|
حدوده
|
الوقوف فقط عند المعنى العام للنظر أو القياس الذي يحل
إلى التوافق دون بيان مكامن الاختلاف التي تبدو ابتداء من فكرة الصانع.
|
خطاطة النص
فعل الفلسفة ليس شيئا أكثر من النظر في الموجودات
|
الحق
|
A
= B
|
الشرع دعا إلى اعتبار الموجودات بالعقل
|
الحق
|
C
= B
|
إذن : الشرع دعا إلى فعل
الفلسفة
|
يتوافقان
|
Donc : A
= C
|
القياس العقلي
|
|
القياس العقلي
الاستنباطي الرياضي
|
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفشكراااااا
ردحذفجيد
ردحذفشكرا افادني جيد
ردحذفمفمةؤتىتبىبنيمتسلات
حذفوانا احب كوريا
حذفوانا احب كوريا
حذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف..
ردحذفللاك مفدني فوالو
ردحذفchokran ala lfaida
ردحذفماشي مشكيل
حذفشكرا💐
ردحذفشكرا
ردحذففعلا افادني كتيرا
شكراااا
ردحذفشكرا يا أخي
ردحذفشكرا جزيلا 😀😀
ردحذفما عطاونا حتئ شي استنتاج
حذفممم
ردحذفشكرا جزيلا
ردحذفهل هذا النص من دروس فلسفية التي تؤخذ في طور الثانوي ؟
ردحذفنعم
حذفشكرا لكم على كل ما تقدموه
حذفجزاكم الله خيرا.
ردحذفقد إكتسب معلومات مفيدة جدا عن إبن رشد و نصوصه شكرا لكم
ردحذفشكرا لكم على كل مافعلتم
ردحذفMerci beaucoup
ردحذفThank you very much
ردحذفهنالك خطئ في افكارالنص بصطر 6 المرجو تسحيح الخاطئ قرءانية ليسة قرنية هادا غلط فادح
ردحذفMrrrcccciiii
ردحذفmrrrrci
ردحذف❤شكرا انتم احسن صفحة🌚على Gogle
ردحذفهل هناك رابط لتحميل هذا الدرس أو الوضوع
ردحذفشكرا
ردحذفCv
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفرائع
ردحذفجيد
ردحذفالا كان ممكن شي تعريف للقياس الشرعي . ما لقيتوش 🙂💔
ردحذفبغيت الفكرة العامة
ردحذفشكرا
ردحذفافادني هدا كثيرا شكرا جزيلا
ردحذفJust avrey body Thnks this is Nice
ردحذفBad
ردحذفJbbbnnnnn...?
شكرا مي ماكانش افكار النص
ردحذفmy instgram: svxeeen
ردحذف