إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 30 أبريل 2018

مجزوءة الطبيعة و الثقافة


مجزوءة الطبيعة و الثقافة
                           ·            تقديم
ان محاولة فهم الإنسان تبدأ بمعرفة المشترك و الخاص بين نفس الجنس البشري من جهة ، و من جهة أخرى بينه وبين باقي الكائنات الطبيعية. لقد عرف الفلاسفة الإنسان بأنه " حيوان عاقل أو ناطق" . ومعنى الحيوان هو الكائن الحي، ويشترك في هذه الصفة كل من النباتات و الإنسان و الجوارح بمعنى جنس الحيوانات. وبما أن الإنسان يدخل في عموم جمع الحيوانات، فإنه يتميز عنها بالنطق و العقل . فهل يسعفنا هذا التعريف للتمييز بين ما هو طبيعي في الإنسان و ثقافي فيه؟
المحور الأول : التمييز بين الطبيعة و الثقافة
                          I.            مفهوم الطبيعة البشرية
تعني الطبيعة ما يشمل الكائنات الحية خاصة و أيضا الجمادات. وترتبط الطبيعة البشرية بخصائص بيولوجية حيوية، تتصل بالتزاوج و النمو، والتي تجعل من الإنسان صنفا من الحيوانات الثدية ـ أي الكائنات الحية التي تتوالد وتحتاج للرضاعة في مراحل نموها الأولى. كما يشير هذا المفهوم إلى الغريزة و الفطرة، بمعنى السلوك الذي يشترك فيه كل بني البشر من حيث احتياجاتهم وردود أفعالهم اتجاه هذه الاحتياجات الأساسية، من غريزة حب البقاء و غريزة التملك.
 ويتكون النوع البشري من جنسين ذكر و أنثى وعن طريقهما يتم التناسل الطبيعي الذي يضمن استمرار الكائن البشري. وللحفاظ على النوع يحمي الإنسان نفسه من تقلبات المناخ الطبيعية و مخاطرها كما يسعى للاستفادة من غلاتها الغذائية. لكن الإنسان طور علاقته بالطبيعة وبنفسه على غير باق الكائنات الأخرى ليسير نحو الثقافة.
                        II.            مفهوم الثقافة البشرية
يعتبر ستراوس أن آلية التمفصل هي الأداة التي تمكن العالم من فهم الانتقال من الطبيعة إلى الثقافة . وقد حدد العالم الأنتروبولوجي أن مفهوم القاعدة هو ما يمكننا من فهم المواقف الاجتماعية ، لأنه عبارة عن نظام ثقافي يحدده المجتمع من أجل التمييز بين المباح والممنوع. كما أن معيار الكونية هو ما يحدد السلوك الغريزي و الطبيعي. ليستنتج في الأخير أن آلية التمفصل تقوم على معيار القاعدة و المعيار الكوني و العام، الأول خاص بمعرفة ما هو مكتسب و ثقافي  أما الثاني متصل بما هو طبيعي وفطري.
                           ·            خاتمة
يتبين في الأخير أن الأصل في الإنسان هو كونه كائن طبيعي بيولوجي يشترك مع باقي الكائنات الحية في تلبية حاجاته الأساسية. لكنه يمتاز عنها بالقدرة على الاكتساب و خلق نموذج خاص به في نمط الحياة وهو الثقافة . وقد أبرز علماء البحث في الحياة الإنسانية أن مشكلة التمييز بين ما هو طبيعي و ثقافي و إن كانت معقدة فهي تخضع لمفهومي القاعدة وما هو عام.





مجزوءة الطبيعة و الثقافة
المحور الثاني : الإنسان كائن ثقافي
                           ·            تقديم
اختلف الأنثربولوجيون في تعريف مفهوم الثقافة ، لكنهم أقروا بأن الإنسان هو وحده من يتجاوز الطبيعة و يشيد الحضارة.  وعلى الرغم من ذلك  ظل سؤال "ما الذي يميز الثقافة الإنسانية ؟ و ما الذي يجعل من الإنسان كائنا ثقافيا؟ " حاضرا في دراسات الأنثربولوجيين. 
                           I.            مظاهر الثقافة الإنسانية
يرفض ستراوس أن تكون الصناعة علامة مميزة للإنسان و اتخاذها دليلا على انتمائه لعالم الثقافة. ويعتبر أن اللغة هي ما يميز الإنسان ثقافيا على ثلاث مستويات: أولا لأن اللغة هي جزء من الثقافة وتلك الاستعدادات المكتسبة، وثانيا تشكل اللغة الوسيلة والأداة لاكتساب الثقافة، وأخيرا هي تعد النموذج و النسق الذي يخول لنا فهم كل تفاصيل الحياة الإنسانية.
                        II.            الإنسان ونمط الثقافة
ما يميز الاجتماع البشري أنه يقوم بتحويل الاحتياجات البشرية الطبيعية إلى نظام. و قد أخذ هذا النمط من التنظيم معنى القانون الذي يحدد طبيعة العلاقات ويحفظ الحقوق و الواجبات. إنه مجموعة من القواعد التي تؤطر السلوك الإنساني عبر الأخلاق ومختلف التقاليد والقوانين التي يسنها المجتمع. ويعد الميثاق روح المؤسسة الإنسانية، لأنه بمثابة العقل والركيزة التي يتحدد بواسطتها السلوك المباح والممنوع والواجب أيضا، كما يشكل المعيار الذي من خلاله يصدر المرء أحكام القيمة اتجاه ما يشاهده بكونه حسنا أو قبيحا.
                           ·            خاتمة
الإنسان كائن ثقافي لأنه استطاع أن ينتقل بوعيه من المستوى المحسوس الطبيعي إلى المستوى المجرد الثقافي. وعن طريق اللغة وباقي مظاهر الثقافة قام الإنسان بتحويل حاجاته الأساسية إلى نظام يندرج داخل ميثاق. لكن السؤال الذي يجب فهمه الآن : هل استطاع الإنسان التحكم في الطبيعة والتحرر منها لتخدم مصالحة ؟







مجزوءة الطبيعة و الثقافة
المحور الثالث : الطبيعة والنشاط الإنساني
                            ·            تقديم
منذ أن وجد الإنسان على الأرض وهو مطالب بالبقاء على قيد العيش. هذا المبدأ الغريزي دفع الإنسانية للتطور والارتقاء، من خلال توسل كل الطرق للحفاظ على حياته. ولهذا انتقل من عبادة الأنهار مثلا إلى بناء السدود لمواجهة خوفه من الفيضانات. فكيف تمكن الإنسان من السيطرة على الطبيعة؟
                          I.            الإنسان سيد الطبيعة
استطاع الإنسان منذ بدايات وجوده الوصول لفكرة إشعال النار و الاحتفاظ بها متقدة. و انتقلت قوة الإنسان من يده إلى استعمال العقل الذي يمكنه و يخوله من الاستفادة بما تحبل به الطبيعة. وقد سبق ابن سينا في بيان أن الفلسفة النظرية والعملية تستوجب على الإنسان السعي للسعادة وأن يعمل لها بالنظر و الكد. وذكر الفيلسوف ديكارت في القرن السابع عشر أن العمل بالفلسفة التجريبية يسعف الإنسان لنيل الخير الوفير.  ذلك أن العلم التجريبي يمكن البشرية من فهم قوانين الطبيعة للتنبؤ بمخاطرها و السيطرة عليها من خلال استغلالها.
                      II.            نحو الانسجام مع الطبيعة
بدأ الإنسان حياته في الطبيعة، وحاول الاستفادة منها للحفاظ على حياته. هذا الاحتياج جعله في البدء يحاول التمكن منها لأنه وجد نفسه مغلوبا أمامها، مما دفعه خوفا لتأليهها، ثم بعد ذلك اتخذ منها طوطما "صنما" كرمز للحفاظ وللحماية على حياته للاستنجاد بالقوى الطبيعية منها.
وبتقدم التاريخ استطاع الإنسان أن يستنبط و يستقرئ بالعقل ما في نفسه و الطبيعة. فاكتشف طبيعته واصطدم بحقائق ثلاث، قال عنها المحلل النفسي "سيغموند فرويد" : أن الإنسانية تعرضت لصدمة وجودية مع "كوبرنيك" حين أقر بمركزية الشمس بدل الأرض ودورانها حول نفسها . ثم العالم البيولوجي "دارون" الذي بين بالاستقراء حقيقية أصل النوع الإنساني الحيواني، ليضيف "فرويد" هوان نفس الإنسان على نفسه الذي يسيره لا شعوره .
وعلى الرغم من كل التقدم الذي شهدته الإنسانية فإن وقع الحرب العالمية الأولى و الثانية و حرب الخليج، و الإفراط في الصناعة التي أدت للاحتباس الحراري. أدى كل هذا لإعادة السؤال الأخلاقي نحو الطبيعة التي شعر نبلاؤها بظلم الإنسان لها، " إن الاعتقاد بالسيطرة على الطبيعة ومحاولة تغييرها لن يؤدي إلا إلى نتائج عكسية ، مفادها أن الطبيعة لن ترحم الإنسان من جراء محاولته لتغيير فطرتها، ومن أجل سلامة الإنسان عليه الانتباه بالالتزام أخلاقيا نحوها".
·        خاتمة
قال أبو حيان التوحيدي " لقد أشكل الإنسان على الإنسان " فحقيقة لازال الانسان يحير نفسه. يطمح تارة للسيطرة على الطبيعة و تارة للسيطرة على الجمهور وتارة أخرى للسيطرة على نفسه. فهل يقبل  الانسان بالتعدد و الاختلاف أم أنه سيظل في غيه النرجسي؟

الجمعة، 5 فبراير 2016

تحليل نص مستقبل الفلسفة


مستقبل الفلسفة

ليست الفلسفة انكشافا ولا نبوءة تخبرنا بالخلاص المطلق، بل هي على العكس من ذلك تضع جميع القيم[1] موضع سؤال؛ وكذلك كل ماهو محبوب لدى البشر لمجرد أنه كان عزيزا على أسلافهم أو لأنه يغري بغرابته الجيدة. إن الفلسفة تفحص الأفكار الصلبة لأصحاب النظام المحافظين وكذلك أفكار الذين يحدثون الاضطراب ويكسرون قواعد عصرهم (متمردون)، فكل يقين أخلاقي وجمالي واجتماعي إلا وتعترف به الفلسفة لتأخذه إلى محكمتها...

ويمكن القول إن الفلسفة تناقض السذاجة،[2] فهي تسلك أكثر طرق الشك جذرية... إنها لا تعتقد شيئا ولا تثق في شيء، وتعترف أنها لا تعرف شيئا؛ هناك شيء واحد هي على يقين تام منه، هو إرادتها الخاصة في الفهم وفي بناء خطابات البشر في خطاب واحد، ويرد كل خصوصية وكل تميز إلى دوره كعنصر داخل الكل، الذي لا يكون كلا بدون ذلك العنصر، لأنه مهما كان عشوائيا وعنيفا، في رفضه للفهم فهو يبقى، رغما عنه، مجرد عنصر من الكل...

هكذا إذن ستتمكن الفلسفة من إيقاظ الأسئلة المكبوته[3]، وستظهر أن عددا من المشاكل قد وجدت بالنسبة لأشخاص كان من الصعب عليهم أن يتخلوا عن احترام الفلسفة، وأن مثل تلك المشاكل ربما كانت هي السبب في الصعوبات والتمزقات التي تعتري الحاضرلأن ما يتم الإحساس به كقلق مبهم سيكون من السهل حصره وتحليله و الارتقاء به إلى مستوى النظر العقلي، إذا استعنا بتلك المواجهات...

إن الفلسفة تنتعش خلال الفترات التي هي بكل تأكيد غير فترات الصمت أو البؤس المطلق، ولكنها كذلك ليست فترات الاسترخاء الفكري و الاطمئنان الاجتماعي و السياسي والأخلاقي[4] . وبهذا المعنى فلا يعدم الاحتمال من أن يكون للفلسفة مستقبل رائع ينتظرها.[5]
 

j      الإضاءة 1

الفيلسوف الحق لا يقنع بأن يفهم العالم فحسب، ولكنه يود أيضا أن يغير هذا العالم ويصلحه، بل أن يبعثه بعثا جديدا. وكيف يمكن أن يكون الأنر على خلاف ذلك، والفلسفة أساسا تهتم بالغرض من وجودنا ومصيرنا؟

نكولاي برديائف، العزلة والمجتمع، ترجمة فؤاد كامل، الهيئة المصرية للكتاب، صفحة 23.

j      الإضاءة 2

إن الحكيم، وإن كان يظهر طافيا على سطح العالم فإنه لا يهجره أبدا، فهو منخرط فيه وله موقعه داخله. إنه فاعل في العالم وحاضر فيه. فليس العالم، بالنسبة للفيلسوف، مجرد فرجة تعرض أمام عينين، بمعزل عن عمله... بل إن العالم هو مسرح للفعل وموضوع لنشاطه وعمله... إن الحكيم ليس فقط متفرجا، ولكنه كذلك ممثل يلعب دوره..

جوزيف فيالاتو، المقصد الفلسفي، المنشورات الجامعية الفرنسية باريس 1982صفحة 128.



[1]  القيم: جمع قيمة، هي ما يتيح لنا تثمين شيء من أشياء و الحكم عليه، وهي التي توجه سلوكنا و من بينها قيم أخلاقية و قيم جمالية و قيم اجتماعية...
[2]  الإضاءة واحد
[3]  المكبوتة: المقموعة  التي لا يسمح لها بالظهور. و الأسئلة المكبوتة هي التي لا تطرح بشكل علني وواضح.
[4]  الإضاءة اثنان
[5]  إريك فايل، مستقبل الفلسفة ، ضمن ـ دفاتر إريك فايل ـ المنشورات الجامعية لمدينة ليل 1987صفحات 18-21


تحليل نص : مستقبل الفلسفة
الفهم
صاحب النص
نص لإريك فايل Eric Weill  (1904 ـ 1972)فيلسوف ألماني درس الفلسفة في فرنسا؛ من أهم أعماله" منطق الفلسفة؛
قضية النص
ماهية الفلسفة وقيمتها المتجلية في إيقاظ الأسئلة
الإشكال المركزي
ما قيمة التفكير الفلسفي ؟ وفيما يتجلى مستقبلها ؟
التساؤلات
هل الفلسفة تقدم حلا؟ وهل التفكير الفلسفي يقنع بالمعرفة الآنية؟ وهل تساهم الفلسفة في بلورت المستقبل الإنساني؟
التحليل
أفكار النص
سمة الفلسفة الأساسية لا تتجلى في تقديم الحلول بل في زعزعت الثوابت التي يستكين إليها الإنسان، لأجل تمحيصها وفحصها وإعادة بنائها. إنها تتقابل و الوثوقية أو السذاجة في التفكير، كما لا تعترف بأنها تمتلك المعرفة؛ إنها شك ونقد للقيم ولكل المعارف من أجل رد الاختلاف إلى أصل واحد.
إن الفلسفة كتفكير عقلاني يمكننا من إيقاظ الأسئلة الممنوعة وتعيننا على تحليلها، ذاك أنها تساهم في فك الغموض وكشف القلق الذي يعتري الإنسان بغيت دفعه إلى فهم واقعه بشكل أحسن.
دور الفلسفة لا يزدهر إلا وصحبة السلم و الأمان، لكن هذا لا ينفي وجودها أمام الأزمات أو في مواجهة العنف. لذلك كان المستقبل حافلا بحضورها المغري للعقل و الفكر الإنساني.
مفاهيمه
انكشاف: كشف وظهور من طرف جهة عليا.
 نبوءة : حبر حدث به الأنبياء.
القيم : قيمة؛ توجه السلوك الإنساني على أسس أخلاقية وجمالية.
السذاجة: التفكير السطحي
الشك جذري: الشك الذي يمس الأسس
المكبوتة: الممنوعة
حجاجه
(ليست الفلسفة ..ولا ..ولا.. بل على العكس هي ..) النفي تعريف بالسلب ثم التأكيد للتعريف بالإيجاب
تضاد الفلسفة تناقض السذاجة
استنتاج هكذا إذن ...
قيمته
فلسفية تتناقض و السذاجة و الوثوقية لأنها فكر ينحو للتساؤل و التحليل
حدوده
الأطروحة تقتصر على بيان مستقبل الفلسفة في دور المساءلة و التحليل دون رده إلى تقديم حلول جديدة...

 

 



 

تحليل نص من أجل سلام دائم


من أجل سلام دائم

نص لإمانويل كانط  E, KANT

 

لا يجوز لدولة في حربها مع دولة أخرى أن تسمح للقتال أن يتخذ شكلا من شأنه أن يحول دزن تبادل الثقة عند عودة السلام. مثال ذلك: استخدام السفاحين/ وداسي السموم، وانتهاك شروط الاستسلام، والحض على الخيانة في الدولة التي تحاربها (...)

ولابد أن تبقى الثقة في نفس العدو حتى أثناء الحرب، وإلا ما كان السلام ممكنا، ولتحول القتال إلى حرب إبادة[1]؛ بينما ليست الحرب إلا الوسيلة البائسة التي يضطر الناس للجوء إليها في حالة الطبيعة للدفاع عن حقوقهم بالقوة [حيث لا توجد أية محكمة يمكنها أن تحكم بقوة القانون]. وهنالك لا يمكن اعتبار أي من الطرفين عدوا ظالما [ لأن ذلك يفترض حكما قضائيا] ونتيجة القتال وحدها هي التي تقرر في أي جانب يقوم الحق.

ولا يمكن تصور حرب تأديبية[2] بين الدول [لأنه لا يوجد بينهما علاقة رئيس بمرؤوس]، وينتج عن هذا أن حرب الإبادة التي يمكن أن تؤدي إلى تدمير الطرفين، ومعهما كل نوع من الحقوق، لن تدع مجالا للسلام الدائم، إلا في المقبرة الكبرى للجنس البشري. ولهذا يجب إذن أن نمنع مثل هذه الحرب منعا باتا، وبالتالي منع استعمال الوسائل التي تؤدي إليها.[3]



[1] هي الحرب التي تقوم بها دولة أو جماعة ضد جماعة أخرى
 
[2] هي حرب تقوم بها دولة قوية لاعتبارات سياسية أو اقتصادية أو استراتيجية ضد دولة لأخرى.
 
[3] لإمانويل كانط ، نحو سلام دائم، ترجمة عبد الرحمن بدوي، ضمن كتاب إمانويل كانط، فلسفة القانون والسياسة، وكالة المطبوعات ـ الكويت  1979  الصفحات   228 229    .
 

تحليل نص : من أجل سلام دائم
الفهم
صاحب النص
  إيمانويل كانط (1724-1801)، المزداد في مدينة كينجسبرج، وكان الابن الرابع في أسرة تتكون من 11 ابنا، كان والده حرفيا (سراجا)، وأشرفت والدته على تربيته و كانت شديدة التدين، عرفته على الواعظ شولتز مدير معهد فريدريك الذي كان له أثر كبير في التطور الروحي و الفكري لكانط، التحق بعد ذلك بجامعة كينجسبرج  حيث درس الرياضيات والفلسفة والعلوم الطبيعية، اضطر بعد تخرجه من الجامعة إلى العمل مربيا خصوصيا في بعض البيوت، عين مدرسا في الجامعة بعد حصوله على الماجستير، فألقى فيها دروسا في المنطق، و الميتافيزيقا و الرياضيات و علم الأخلاق و اللاهوت و الجغرافيا و الطبيعة. تولى بعد ذلك عمادة الكلية، توفي سنة  1804 دفن في مقبرة جامعة  كينجسبرج و نقش على قبره عبارته المشهورة في كتابه "نقد العقل العملي": { السماء المرصعة بالنجوم من فوقي و القانون الأخلاقي في باطن نفسي } . كان كانط ذا نزعة عقلية، كتب أولى مقالاته باللغة الألمانية عام 1746،  تحت عنوان "آراء حول التقدير الصحيح للقوى الحية" محاولا التوفيق بين الديكارتيين وأتباع لايبنتز، و من أهم مؤلفاته: نقد العقل الخالص (1781) و نقد ملكة الحكمة (1790). أما كتبه الأخلاقية فهي ثلاث و هي : أسس ميتافيزيقا الأخلاق  (1785) و نقد العقل العملي  (1788) و ميتافيزيقا الأخلاق  (1797).
قضية النص
الفلسفة ذات نصيب في تحديد شروط السلم و فهم ظاهرة العنف الإنساني
الإشكال المركزي
ما هي شروط السلام؟
التساؤلات
ما الأسباب التي تحول من عودة الثقة و السلام؟ ما معنى حرب الإبادة ؟ و ما الفرق بينها و بين الحر التأديبية؟ و كيف يمكن منع الحروب؟
التحليل
أفكار النص
يضع كانط أساس السلام بين الدول  و الأسباب التي تحول بين تحقيقه، من خلال بيان ما يمكن أن يحول دون تبادل الثقة بين المتصارعين و المتحاربين؛ وينوه كانط أنه لابد و إن اشتدت الصراعات أن يبقى حيز من ثقة لتحقيق السلام، وإلا ما كان السلام ممكنا وتحولت الصراعات إلى حرب إبادة الغاية منها فقط القضاء على الآخر وتصفيته؛ ويؤكد فيلسوف السلام أن هذا النوع من الحرب أو القتل لشبيه بحالة الطبيعة التي لا يسود فيها قانون العقل كما لا يحكمها حكم القضاء والحق.
ويستبعد كانط أن تكون للحرب صفة من صفات المسؤولية التي تستدعي أن تتكون فيها العلاقات بين الدول كالعلاقة بين الرئيس و المرؤوسين في العمل، لذلك فهو لا يبرر فعل الحرب التأديبية. إن كلا الحربين في نظره تضيع الحقوق في مهب الريح والسلام في خبر كان. ولهذا في اعتقاده وجب الحيلولة من كل الأسباب الداعية إلى الحرب و منعها بقوى القانون بهدف ضمان سلام دائم.
مفاهيمه
حرب الإبادة : هي حرب تقوم بها دولة أو جماعة ضد اخرى بهدف التصفية العرقية
الحرب التأديبية : هي حرب تقوم بهاد ولى قوية لعدة اعتبارات سياسية أو اقتصادية أو استراتيجية ضد دولة أخرى السلام .
القانونDroit: ترتدي هذه الكلمة عدة معان من بينها فكرتين: حق ما ؛ أو أيضا ما يكون حقا؛ هو ما يكون متطابقا مع قاعدة محددة ، وما يكون ثم واجبا شرعا وقانونا. عموما يقال بهذا المعنى: له الحق؛ له حق علي.
الطبيعة: العامل الأول في الإنتاج وتشمل الأرض والماء والهواء والحرارة والضوء. إن مفهوم الطبيعة من المفاهيم التي تختلف دلالاتها من مجال إلى آخر: ففي التمثل الشائع، غالبا ما يفيد مفهوم الطبيعة المساحات الخضراء والمجال الإيكولوجي بصفة عامة. كما يستعمل مصطلح "طبيعي" للدلالة على الأشياء التي لم تدخل عليها صناعة والتي لم تشبها مواد كيماوية، فإلى هذا يشير غالبا مصطلح "منتوج طبيعي".
وفي الاصطلاح اللغوي فإن لفظ "الطبيعة" في اللسان العربي يشير إلى الفطرة، والجبلة والخلقة ..، ويقترن لفظ "الطبع" ويستعمل غالبا للإشارة إلى الجانب السيكولوأخلاقي عند الأفراد. وفي الاصطلاح الفرنسي فإن لفظ
Nature يجمع بين جميع المدلولات المشار إليها آنفا علاوة على المعنى العلمي لمفهوم الطبيعة. أما في الاصطلاح اليوناني، فإن لفظي "الفزيقا" و"الفيزيس" يشيران إلى تلك القوة الكامنة في الأشياء والمسؤولة عن نموها. وهذا ما يبين أن المعنى اليوناني لمفهوم الطبيعة يقترب كثيرا من المعنى الفلسفي اليوناني). فهذا أرسطو يقرن بين الطبيعة والماهية، حيث يعتبر الطبيعة هي تلك الماهية الكامنة في الأشياء التي هي علة الأشياء ومبدأها. هكذا يميز أرسطو بين الأشياء التي لها طبيعة أو ماهية، والتي ليست لها طبيعة: فالأولى هي الأشياء التي توجد بذاتها، والثانية هي الأشياء التي توجد بغيرها. فالطبيعة هي علة الأشياء ومبدأ كونها خروجها إلى الوجود) وفسادها خروجها من الوجود.
القـيم: كل القواعد والأخلاق والمبادئ الاجتماعية التي يتواضع عليها الأفراد (المجتمع)، ويحرصون على صونها وتمريرها إلى كل فرد يدخل هذا المجتمع.
حجاجه
المنع و الإقرار  بالنفي   " لا يجوز لدولة ...؛ المثال لغرض التفسير" السفاحين، وداسي السموم...؛
الإقرار عبر النفي أسلوب يتمثل في جل القضايا
قيمته
فلسفية سياسية
حدوده
الأطروحة تقتصر على بيان شروط السلام المفترضة عقليا دون الحديث عن الشروط الواقعية